استراتيجية الجزائر المزدوجة لمكافحة حرائق الغابات تحقق نجاحاً ملحوظاً
نجحت الجزائر خلال موسم الحرائق الأخير في تنفيذ استراتيجية مزدوجة لمكافحة حرائق الغابات، ما عكس التزاماً واضحاً من السلطات بالحفاظ على الثروة الغابية والتقليل من الخسائر البشرية والمادية. وشهدت البلاد خلال السنوات الماضية سلسلة من الحرائق الكثيفة التي طالت العديد من ولايات الشمال، لكن الاستعداد المبكر والإجراءات الوقائية سرعت من احتواء الكوارث هذا العام.
تعتمد الاستراتيجية الجزائرية على محورين أساسيين: الأول يتمثل في تعزيز الجاهزية التقنية والبشرية، من خلال تجهيز مصالح الحماية المدنية والجيش الوطني بالمعدات الحديثة مثل الطائرات المخصصة لإخماد الحرائق، وتكثيف التدريبات المشتركة. أما المحور الثاني فيركز على الأعمال الوقائية، مثل حملات التوعية المتواصلة للمواطنين، وإطلاق مشاريع التشجير الواسع في المناطق المتضررة وإعادة تأهيل الفضاءات الطبيعية بعد إخماد النيران.
وأفاد مسؤولون محليون أن التعاون الوثيق بين مختلف القطاعات سمح بتقليص وقت التدخل وسرعة السيطرة على النيران في مهدها، خاصة في المناطق الوعرة والصعبة الوصول. وعلى سبيل الذكر، شهدت ولايات مثل تيزي وزو وبجاية انخفاضاً ملحوظاً في عدد الهكتارات المتضررة مقارنة بالسنوات الماضية.
وتنوّه السلطات، عبر قنوات الإعلام الوطنية، بأهمية دور المواطن في الإبلاغ السريع عن أي بؤر مشبوهة وتجنب السلوكات التي قد تتسبب في اندلاع الحرائق، مثل رمي أعقاب السجائر أو إشعال النيران في مناطق الغابات.
في المقابل، تعكف الحكومة على تطوير منظومة الإنذار المبكر باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي وجمع المعطيات الجوية لمتابعة المناطق الأكثر عرضة للخطر، مما يعزز من سرعة ودقة الاستجابة.
وتظل حماية الغابات إحدى أولويات الدولة لما لها من أهمية بيئية واقتصادية، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتسارعة. وتبدو سياسة الجزائر المزدوجة واعدة في الحد من الخسائر، ومن المتوقع أن تواصل السلطات تطويرها لضمان توازن بيئي أفضل وتحصين المساحات الغابية للأجيال المقبلة.