الجامع الكبير في باريس يثمن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين وسط انتقادات من المجلس التمثيلي لليهود

أعلنت السلطات الفرنسية مؤخرًا قرارها بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، الأمر الذي أحدث ردود فعل متباينة داخل المجتمع الفرنسي وبين الهيئات الدينية. فقد أشاد الجامع الكبير في باريس بهذه الخطوة، معتبراً إياها دعمًا قويًا للعدالة وحقوق الشعب الفلسطيني، بينما عبّر المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) عن استيائه الشديد، واصفاً القرار بأنه يضر بمسار السلام.

وفي تعقيب للجامع الكبير، أشار مسؤولوه إلى أن الاعتراف الفرنسي ينسجم مع المبادئ الأساسية للدفاع عن حقوق الإنسان ودعم القضايا العادلة، وأنه يعبر عن دور فرنسا التاريخي في تعزيز قيم السلام والتعايش بين الشعوب. ورأى مسؤولو الجامع أن هذه الخطوة يمكن أن تساهم في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتدفع المجتمع الدولي إلى البحث عن حلول عادلة وشاملة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جهته، أبدى المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (كريف) معارضته الشديدة للقرار، محذرًا من تداعياته على العلاقات الفرنسية الإسرائيلية وعلى مكانة الجالية اليهودية داخل فرنسا. وأكد المجلس أن الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية من دون اتفاق واضح بين الطرفين قد يؤدي إلى عرقلة جهود السلام المعتمدة على المفاوضات الثنائية. كما أشار إلى نتائج استطلاعات للرأي أظهرت تحفظ قطاع واسع من الفرنسيين تجاه هذه الخطوة في غياب ضمانات أمنية واضحة.

تجدر الإشارة إلى أن الموقف الفرنسي يأتي ضمن توجه متزايد في بعض الدول الأوروبية لدعم إقامة دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية. ويرى مراقبون أن القرار الفرنسي يحمل رسائل سياسية للمجتمع الدولي حول ضرورة تجديد الجهود الدبلوماسية للخروج من حالة الجمود وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وبين التأييد والرفض، يبقى قرار فرنسا خطوة بارزة تحمل آمالًا جديدة للفلسطينيين وتثير في الوقت ذاته جدلاً داخليًا في المجتمع الفرنسي بين مؤيد يرى فيه انتصارًا لقيم العدالة وحقوق الإنسان، ومعارض يحذر من تداعياته على الاستقرار الداخلي وعلى مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *