الجزائر تتجاوز 47 مليون نسمة وسط تراجع ملحوظ في حالات الزواج
أظهرت تقديرات حديثة أن عدد سكان الجزائر بلغ أكثر من 47 مليون نسمة بحلول منتصف عام 2025، ما يعكس استمرار النمو الديمغرافي بالرغم من تباطؤ معدلات الزيادة مقارنة بالسنوات السابقة. وأشارت البيانات إلى أن الجزائر تستحوذ على نحو 0.58% من إجمالي سكان العالم، لتواصل بذلك مكانتها كواحدة من كبريات الدول الإفريقية من حيث التعداد السكاني.
وفي المقابل، تبرز ظاهرة جديدة في المجتمع الجزائري تتمثل في الانخفاض الملحوظ بمعدلات الزواج، حيث كشفت إحصائيات أن وتيرة الزواج بدأت بالتراجع التدريجي خلال السنوات الأخيرة. ويربط خبراء هذا الانخفاض بعدة أسباب أبرزها التحولات الاقتصادية التي شهدتها البلاد، وارتفاع تكاليف المعيشة، إضافة إلى تزايد معدلات البطالة بين الشباب، ما دفع العديد من الأزواج المستقبليين إلى تأجيل خطوة الزواج.
كما ساهمت ظاهرة التحضر وزيادة عدد السكان في المدن الكبرى في تغير التقاليد بشأن الزواج، حيث أصبح الشباب يفضلون الاستقلالية وتأجيل الارتباط لأسباب مرتبطة بالدراسة أو العمل. وأكد مختصون في علم الاجتماع أن معدلات الخصوبة في الجزائر شهدت بدورها انخفاضًا ملحوظًا، متأثرة بارتفاع سن الزواج لدى النساء والرجال على حد سواء.
وتشير التوقعات إلى أن هذه التغيرات الديمغرافية والاجتماعية ستؤثر بشكل مباشر على بنية الأسرة الجزائرية ومستقبل التنمية في البلاد، وهو ما يستدعي وضع سياسات جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغييرات المتسارعة سواء في بنية السكان أو في القيم الاجتماعية لدى الأجيال الصاعدة.
ومع بقاء العدد الإجمالي للسكان في حالة تزايد، إلا أن هذا لا يقابله بالضرورة نمو في عدد الأسر الجديدة، وهو ما قد يكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية واضحة مستقبلاً.