الجزائر تتفوق في مستوى الدخل الفردي على المغرب وتونس عام 2025

شهدت الجزائر في عام 2025 تقدماً ملحوظاً في مستوى الدخل الفردي مقارنة بجيرانها في منطقة المغرب العربي، حيث أظهرت الإحصائيات الاقتصادية الحديثة أن الدخول الفردية في الجزائر تفوقت بشكل واضح على كل من المغرب وتونس.

وحسب أحدث بيانات صادرة عن مؤسسات اقتصادية مرموقة وتقارير من البنك الدولي، بلغ متوسط الدخل الفردي في الجزائر حوالي 4,496 دولار سنوياً، وهو ما يضعها في مرتبة متقدمة بين دول شمال إفريقيا. في المقابل، سجل المغرب متوسط دخل فردي يقدر بنحو 3,540 دولار في السنة، بينما جاء نصيب الفرد في تونس تقريباً 3,840 دولار سنوياً.

وترجع هذه الفجوة في الدخل بين البلدان الثلاثة إلى عدة عوامل، من أهمها الاعتماد النسبي الأكبر للجزائر على عائدات النفط والغاز الطبيعي، التي تُشكّل جزءاً مهماً من الاقتصاد الوطني وتدعم الميزانية العامة بشكل مستمر. وفي المقابل، يواجه كل من المغرب وتونس تحديات اقتصادية تتعلق بضعف الموارد الطبيعية والحاجة إلى تطوير قطاعات بديلة مثل الصناعة والسياحة والخدمات.

يُشار إلى أن الجزائر استفادت أيضاً من مجموعة إصلاحات اقتصادية خلال السنوات الماضية، ركزت على دعم الاستثمار المحلي وتحسين البنية التحتية، بالإضافة إلى مبادرات لتشجيع تنمية الصناعات خارج قطاع الطاقة، وإن كان هذا الأخير ما يزال يمثل المصدر الأساسي للعائدات. أما في المغرب وتونس، فقد أدت التغييرات الاقتصادية الداخلية والتحديات المرتبطة بالبطالة وارتفاع تكاليف المعيشة وتباطؤ نمو قطاعات مثل الصناعة والسياحة إلى التأثير بشكل سلبي على متوسط الدخل الفردي.

وتشير توقعات الخبراء إلى أن الجزائر قد تستمر في تحسين مستوى دخل الفرد إذا ما واصلت تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتنويع مصادر دخلها بعيداً عن قطاع الطاقة التقليدي. وعلى الجانب الآخر، أمام المغرب وتونس فرصة للنهوض بمستوى دخل الأفراد من خلال تعزيز الاستثمارات الأجنبية، وتطوير التعليم والتأهيل المهني لتحفيز الابتكار ونمو القطاعات المولدة للثروة.

في المجمل، تعكس هذه الأرقام واقعاً اقتصادياً جديداً في المنطقة، يؤكد أن الجزائر باتت تتبوأ موقعاً متقدماً على صعيد الدخل الفردي، فيما تسعى بقية الدول المغاربية إلى تقليص الفجوة وتحقيق نمو أكثر شمولاً واستدامة في المستقبل.