الجزائر تخطط لإنتاج الإسمنت الصديق للبيئة عبر مشاريع استراتيجية جديدة

تسعى الجزائر لتعزيز مكانتها ضمن الدول الساعية إلى تحويل قطاع البناء نحو الاستدامة، حيث أعلنت عن إطلاق ثلاثة مشاريع هامة لإنتاج الإسمنت الأخضر في إطار جهودها للحد من الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة.

يأتي هذا التوجه في ظل تصاعد المخاوف البيئية عالميًا جراء صناعة الإسمنت التقليدي، والتي تمثل إحدى أكبر مصادر انبعاث ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم. وتطمح الجزائر من خلال مشاريع الإسمنت الأخضر إلى تقليص البصمة الكربونية وتعزيز دورها في حماية البيئة، بالتوازي مع تلبية طلب السوق المحلية والدولية على مواد البناء المستدامة.

المشاريع الثلاثة من المقرر أن تقام في ولايات مختلفة، من بينها مصنع بإقليم الجلفة بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ومصنع آخر في ولاية غليزان بطاقة 2 مليون طن سنويًا، بالإضافة إلى مشروع ثالث يجري التحضير له ضمن خطة شاملة لتطوير هذا القطاع الحيوي. ويُتوقع أن تسهم هذه المصانع في تحويل الجزائر إلى قطب إقليمي لصناعة الإسمنت الأخضر.

يعتمد الإسمنت الأخضر على تقنيات إنتاج حديثة تقلل من استخدام الوقود الأحفوري وتستفيد من الطاقة المتجددة والمواد البديلة المبتكرة، مما يؤدي إلى تقليل الغازات الملوثة للغلاف الجوي. وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الجزائر الوطنية للتحول الطاقوي والتزامها بالاتفاقات الدولية المتعلقة بمكافحة تغير المناخ.

ويرى خبراء أن نجاح مشاريع الإسمنت الأخضر سيفتح الباب أمام فرص تصديرية واسعة، خاصة لدول إفريقيا وأوروبا، وسيعزز القدرة التنافسية للصناعة الجزائرية في الأسواق العالمية، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة ودعم الاقتصاد الوطني.

تجسد هذه المبادرات التزام الجزائر برسم مستقبل صناعي صديق للبيئة وتعزيز الاستثمار في التقنيات الحديثة ضمن سعيها لبناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *