الجزائر تستعين بالتكنولوجيا الألمانية لإنشاء أضخم منشأة ألبان في العالم

شرعت الجزائر في تنفيذ مشروع ضخم لإنشاء أكبر منشأة متكاملة لإنتاج الألبان في العالم، وذلك بالتعاون مع شركة GEA الألمانية الرائدة في تكنولوجيا الزراعة والتبريد. يأتي هذا التعاون في إطار سعي الجزائر لتعزيز أمنها الغذائي وتطوير قطاع الألبان بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية ومتطلبات التصدير.

بحسب مصادر إعلامية وتأكيدات رسمية من شركة GEA، ستتولى الشركة توفير ودمج أحدث المعدات والتقنيات الألمانية لإقامة مزرعة ألبان متكاملة، تمتد على مساحة هائلة، وتضم مرافق عصرية لإنتاج الحليب وتجفيفه وتحويله إلى مسحوق، مع المحافظة على أعلى معايير الجودة العالمية. ومن المتوقع أن يصل إنتاج هذه المنشأة إلى حوالي 100 ألف طن من مسحوق الحليب سنويًا، ما يساهم في تغطية ما يصل إلى 50% من الاستهلاك المحلي للجزائر من منتجات الحليب.

يتميز هذا المشروع باستخدام تقنيات متطورة تشمل أنظمة الروبوتات للحلب والتغذية والمراقبة البيطرية، إلى جانب وحدات معالجة متكاملة للمنتجات ونهج صديق للبيئة في استهلاك الطاقة والمياه. وتسعى الجزائر من خلال هذا الاستثمار الضخم، إلى تقليل الاعتماد على استيراد الحليب المجفف، وزيادة فرص العمل في القطاع الزراعي وتحفيز الاقتصاد الوطني.

كذلك ستوفر الشراكة مع GEA الألمانية خبرات هندسية وفنية متقدمة، ما يفسح المجال أمام تبادل المعرفة والتدريب للكوادر المحلية الجزائرية في مختلف مراحل الإنتاج. وقد أعربت الحكومة الجزائرية عن ثقتها بأن نجاح هذا المشروع سيضع البلاد في مكانة ريادية على مستوى صناعة الألبان إقليمياً ودولياً.

تجدر الإشارة إلى أن المشروع يمثل أحد أكبر الاستثمارات الخاصة بقطاع الحليب على مستوى القارة الأفريقية والعالم، ويعكس اهتمام الجزائر باتباع أحدث الأساليب التكنولوجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز صادراتها الزراعية. ويتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة في السنوات القليلة المقبلة، مع توسع تدريجي في الطاقة الإنتاجية بحسب احتياجات السوق.