الجزائر تقدم تقنية حديثة في علاج الأورام السرطانية
أعلنت السلطات الصحية في الجزائر عن عزمها إدخال تقنية طبية متقدمة لعلاج الأورام السرطانية في خطوة تهدف إلى رفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتسريع وتيرة الاستجابة لعلاج الأمراض الخبيثة.
وتأتي هذه المبادرة كجزء من استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة تحديات السرطان، حيث يعد هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في الجزائر والعالم. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الإصابات بأنواع مختلفة من السرطان، الأمر الذي دفع الحكومة إلى الاستثمار في تقنيات علاجية حديثة وأكثر فعالية.
وبحسب مصادر طبية جزائرية، فإن هذه التقنية الجديدة تعتمد على تجهيزات متطورة للراديو-جراحة الاستريوتاكسية، وهي تكنولوجيا دقيقة تسمح باستهداف الخلايا السرطانية بأشعة مركزة دون الحاجة إلى عمليات جراحية تقليدية. ويمثل هذا التقدم نقلة نوعية في طرق علاج الأورام العصبية والدماغية على وجه الخصوص، حيث يمكن للمريض تلقي العلاج بسرعة فائقة وبأقل المضاعفات الممكنة.
وتؤكد وزارة الصحة الجزائرية أن إدخال هذا النظام العلاجي الحديث سيسهم أيضاً في تقليص فترات الانتظار الطويلة التي كان يواجهها المرضى في السابق، كما سيعزز من فرص بقاء المرضى على قيد الحياة بفضل دقته في استهداف الأورام وحماية الأنسجة السليمة الأخرى.
من جهة أخرى، ترافق هذه الخطوة إطلاق برامج تدريبية للفريق الطبي من أطباء وأخصائيين في العلاج بالأشعة بهدف ضمان تشغيل الأجهزة بأعلى كفاءة. وتخطط الجزائر لتعزيز التعاون مع مراكز بحثية وشركات دولية في المجال الطبي من أجل نقل الخبرة والمعرفة واستدامة التطوير في علاج السرطان.
وتؤكد السلطات الصحية أن هذا المشروع لن يقتصر على العاصمة فقط، بل سيشمل مدنًا ومراكز صحية إقليمية لضمان استفادة أكبر عدد من المواطنين من هذه الخدمة الجديدة، مع التركيز كذلك على برامج الكشف المبكر والتوعية الصحية للحد من انتشار المرض.
ويجدر الذكر أن الجزائر سجلت في السنوات الأخيرة عدة مبادرات ناجحة في محاربة السرطان، من بينها إنتاج أدوية محلية وتكوين شبكة لعلاج الأورام في عدة ولايات. وبهذه الخطوة الجديدة، تأمل الجزائر في تقليص العبء الصحي والاجتماعي لهذا المرض وتعزيز جودة حياة المصابين به.