الجزائر توقع صفقة ضخمة لتطوير أكبر مزرعة ألبان بمساعدة تقنيات أمريكية حديثة
شهدت الجزائر توقيع اتفاق هام مع شركة “بلدنا” القطرية وعدة مؤسسات أمريكية متخصصة في مجال الزراعة، لإطلاق مشروع هو الأضخم من نوعه في قطاع الألبان بالبلاد، وذلك بهدف تعزيز الأمن الغذائي وتقليص التبعية للاستيراد.
وحسب مصادر إعلامية متطابقة، تم الإعلان في العاصمة الجزائرية عن المرحلة الأولى من تشييد منشأة متكاملة لإنتاج الألبان، تعتمد بشكل كبير على استيراد سلالات عالية الجودة من الأبقار الأمريكية، بالإضافة إلى إدخال أحدث التقنيات الأمريكية في إدارة وتربية الماشية وتصنيع منتجات الحليب.
تبلغ قيمة هذه المرحلة الأولى من المشروع أكثر من 500 مليون دولار، وتشمل إدخال معدات متطورة لميكنة العمليات الزراعية، أنظمة التغذية الذكية، والرعاية البيطرية باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الإنتاجية وجودة المنتج النهائي. ويطمح القائمون على المشروع إلى تزويد السوق المحلي بحوالي 50% من احتياجات الجزائر من الحليب المجفف.
ويؤكد الخبراء أن هذه الخطوة ستحدث نقلة نوعية في قطاع الألبان الوطني، إذ ستساهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة، ونقل التكنولوجيا العالمية إلى المزارع الجزائرية، إضافة إلى دعم جهود الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي.
ويتوقع أن تكتمل أعمال بناء المزرعة النموذجية خلال الأعوام المقبلة، لتصبح الجزائر من أبرز الدول المنتجة للألبان ومشتقاتها في شمال إفريقيا، ما سيؤدي تدريجياً إلى تقليص الكميات المستوردة من الخارج ودعم الاقتصاد الوطني.
وتعكس هذه المبادرة توجه الجزائر نحو شراكات دولية استراتيجية للنهوض بالقطاع الفلاحي، وتوفير حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي، خاصة في ظل الظروف العالمية الراهنة.