الجزائر تُوقع اتفاقيات كبرى لاستكشاف احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي
في خطوة استراتيجية لتعزيز قطاع الطاقة، أعلنت الجزائر عن توقيع خمسة عقود استثمارية جديدة بقيمة إجمالية تتجاوز 606 مليون دولار مع عدد من الشركاء الدوليين في مجال المحروقات. تشمل هذه الاتفاقيات أعمال الاستكشاف والتطوير في خمس مناطق غنية باحتياطات الغاز الطبيعي تقع في جنوب ووسط البلاد.
تهدف هذه العقود، التي أبرمتها شركة سوناطراك الحكومية بالتعاون مع شركات عالمية رائدة، إلى استكشاف ما يقدر بحوالي 400 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، مما يجعل هذه المشاريع أحد أكبر عمليات الاستكشاف خلال العقد الأخير في الجزائر. وبحسب المصادر الرسمية، يأتي هذا التوجه بعد عقد من الجمود في قطاع الاستثمار الطاقوي، حيث تُعد هذه الجولة من التراخيص الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.
وتندرج الاتفاقيات ضمن سياسة الحكومة الجزائرية لتنويع شركائها الدوليين وتوسيع قاعدة البحث والاستكشاف في مجال المحروقات، مع تقديم إعفاءات ضريبية وجمركية لجذب المستثمرين الأجانب. وقد تم توزيع مواقع الاستكشاف على مناطق مختلفة أبرزها “قرن القصة 2” في الجنوب الغربي، إلى جانب مواقع في ولايات إليزي، بني عباس، البيض، وتيميمون.
أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري أن هذه العقود تمثل دفعة قوية لرفع قدرات الجزائر الإنتاجية من الغاز ودعم مكانتها في أسواق الطاقة الدولية، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها سوق الطاقة العالمي واستمرار ارتفاع الطلب على الغاز الطبيعي كمصدر طاقة نظيف نسبيًا.
ومن المتوقع أن تسهم نتائج هذه المشاريع في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة، فضلاً عن تعزيز مداخيل الجزائر من العملة الصعبة، مع الإشارة إلى أن عمليات الاستكشاف ستتم وفق أعلى معايير السلامة والحفاظ على البيئة.
يُشار إلى أن سياسة الجزائر الجديدة في قطاع الطاقة تعتمد على شراكات متوازنة تضمن نقل التكنولوجيا وزيادة خبرات الكوادر الجزائرية، بما يواكب التطورات العالمية في صناعة الغاز والطاقات المتجددة.