الجزائر: جهود متواصلة لحماية جبال البابور وثرواتها الطبيعية

تعتبر سلسلة جبال البابور الواقعة في شمال الجزائر من المناطق البيئية الفريدة ذات الأهمية الكبيرة للتنوع البيولوجي. تتميز هذه المنطقة باحتوائها على غابات كثيفة ونباتات وحيوانات نادرة، منها أصناف مهددة بالانقراض مثل شجرة الأَرْز النوميذِي الذي ينتشر حصريًا في هذه السلسلة الجبلية. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديات بيئية حقيقية، تدفع المختصين والمنظمات البيئية للمطالبة بتعزيز إجراءات الحماية والحفاظ على هذا التراث الطبيعي المشترك.

تتعرض جبال البابور منذ عقود للعديد من المخاطر، مثل حرائق الغابات التي تزداد حدتها في السنوات الأخيرة، وجمع الأخشاب بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى توسع النشاط الزراعي والرعوي الذي يهدد الغطاء النباتي الأصلي. وتؤثر هذه الظواهر سلبًا على الموائل الطبيعية للعديد من الكائنات، وتعرض النباتات المهددة إلى خطر الانقراض النهائي.

استجابة لهذه التحديات، قامت السلطات في الجزائر ومؤسسات المجتمع المدني بتبني عدة مبادرات للحفاظ على بيئة البابور. ومن بين الحلول المطروحة، تعزيز الرقابة على الأنشطة البشرية الضارة، ومراقبة حرائق الغابات من خلال أنظمة الإنذار المبكر، وتنمية وعي السكان المحليين بأهمية المحافظة على الغطاء الغابي والتنوع البيولوجي. كما تهدف بعض المشاريع إلى إشراك السكان في جهود إعادة التشجير وبرامج السياحة البيئية، التي توفر مصادر دخل بديلة وتحفزهم على المساهمة الفعالة في حماية المنطقة.

ورغم الجهود الحالية، يؤكد الخبراء أن حماية جبال البابور تتطلب رؤية طويلة المدى تقوم على تكامل بين السياسات البيئية، والبحث العلمي، وتوعية المجتمع، والاستثمار في السياحة المستدامة. هذه التدابير من شأنها ضمان استمرارية الحياة البرية والنباتية في المنطقة، وتوفير منافع اقتصادية وبيئية للأجيال القادمة.

تمثل جبال البابور مثالاً حياً على التحديات المرتبطة بالحفاظ على الثروات الطبيعية في ظل التغيرات المناخية والنشاط البشري، كما تؤكد أهمية التكاتف من أجل ضمان مستقبل بيئي مستدام للجزائر.