اليمين الفرنسي يتصدى لأغاني الراي الجزائرية: جدل ثقافي جديد
أصبحت موسيقى الراي الجزائرية مؤخراً محور جدل داخل الأوساط اليمينية الفرنسية، حيث شهدت بعض المدن الفرنسية، ولا سيما مارسيليا، نقاشات حادة حول تأثير هذا النوع الموسيقي على الهوية الثقافية الفرنسية. تعود جذور الراي إلى مدينة وهران الجزائرية، وقد اكتسب شعبية كبيرة ليس فقط في الجزائر بل أيضاً وسط الجاليات المغاربية بأوروبا وأهمها فرنسا.
في الأشهر الأخيرة، تصاعدت الأصوات المنادية بوضع حدود أمام انتشار أغاني الراي في الاحتفالات العامة والمساحات المشتركة، معتبرةً أن هذا اللون الموسيقي أصبح يمثل رمزاً للانفتاح على ثقافة مهاجرة بشكل يؤثر على ما يسمونه “الهوية الفرنسية الأصيلة”. ونُقِلَت بعض الانتقادات عن مسؤولين من أحزاب اليمين وجهوها إلى منظمي الفعاليات الموسيقية، ودعوا البلديات إلى إعادة النظر في دعم مثل هذه الفعاليات التي تُسلط الضوء على ثقافات أخرى.
مع ذلك، يرى كثير من المواطنين الفرنسيين، خاصة الشباب، أن موسيقى الراي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المشهد الثقافي الفرنسي، وأنها تساهم في تعزيز التبادل الثقافي وتوسع آفاق التعايش بين مختلف مكونات المجتمع الفرنسي الحديث. يذكر أن عدداً من فناني الراي، مثل الشاب خالد، أصبحوا أيقونات موسيقية عالمية ويمثلون جسراً حقيقياً بين الضفتين.
يرى بعض الباحثين أن الحملة الحالية ضد موسيقى الراي تعكس أزمات أعمق مرتبطة بالعلاقة المعقدة بين فرنسا وتاريخها الاستعماري وواقعها المتعدد الثقافي حالياً. بينما يستمر الجدل، يتوافد الآلاف سنوياً على مهرجانات الراي المنظمة في فرنسا، ويؤكدون أن الفن يظل وسيلة لتقريب الشعوب، لا لتعميق الخلافات.
