بوجدرة يكشف تفاصيل حديثه مع الرئيس تبون حول الأدباء صنصال وداوود
كشف الروائي الجزائري الشهير رشيد بوجدرة مؤخراً عن بعض ما دار بينه وبين رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بخصوص الكاتبين بوعلام صنصال وكمال داوود، وذلك في حوار صحفي أثار اهتمام الأوساط الثقافية في الجزائر. وتناول بوجدرة خلال هذا اللقاء تقييمه لأعمال ومواقف زملائه الكتاب، لا سيما أولئك الذين يُتهمون بتقديم صورة سلبيّة عن الجزائر في كتاباتهم، أو تمجيد مرحلة الاستعمار الفرنسي بصورة أو بأخرى.
أوضح بوجدرة أنه أثناء اجتماعه بالرئيس تبون، لم يتردد في التعبير عن رأيه حيال صنصال وداوود، واعتبر أن مسيرتهما الأدبية تحمل توجهات بعيدة عن هموم المجتمع الجزائري وقضاياه الكبرى. وأضاف أن ما يكتبه بعض الأدباء الجزائريين بالفرنسية يخدم في كثير من الأحيان دوائر ثقافية وسياسية خارجية أكثر مما يخدم الساحة الأدبية الوطنية، مشدداً على أهمية أن يتحمل الكتاب مسؤولية الصورة التي ينقلونها عن بلدهم في الخارج.
وتطرق بوجدرة كذلك إلى الانقسامات الحالية في الوسط الثقافي الجزائري، مؤكداً على ضرورة المصالحة بين الجميع، لكن دون تجاهل من يستغلون المنبر الأدبي للترويج لأفكار تتعارض مع الروح الوطنية. ونبه إلى أن النقد الذي يوجهه لزملائه ليس شخصياً، وإنما هدفه الدفاع عن كرامة وتاريخ الجزائر، داعياً الأدباء إلى إعادة النظر في رسائلهم والانحياز للهوية الوطنية واللغة العربية بشكل أكبر.
من جانبه، لم يعلّق الرئيس تبون مباشرة على الأسماء المطروحة، لكنه أشاد بدور المثقفين الوطنيين في حماية الإرث الحضاري واللغوي للبلاد، وحثّ على دعم كل من يسهم في تعزيز الثقافة الوطنية، سواء بالعربية أو بأي لغة أخرى، ما دام الهدف هو خدمة مصلحة الجزائر.
هذه التصريحات وضعت قضية الأدب والهوية في واجهة النقاش الثقافي والإعلامي مجدداً، وأثارت ردود فعل متباينة، بين من يدافع عن حرية الاختلاف والتعبير، ومن يرى ضرورة الانتصار للثوابت الوطنية في كل مجالات الإبداع.