تحالف جزائري إيطالي لإطلاق مشروع صناعي ضخم في مجال الحديد بقيمة مليار يورو

أعلنت الجزائر وإيطاليا عن توقيع اتفاقية استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي بين البلدين، من خلال استثمار ضخم يناهز مليار يورو في صناعة الحديد والصلب.

ويشمل هذا المشروع إنشاء مصنع حديث لمعالجة خام الحديد بتقنية الحد المباشر (DRI)، حيث من المنتظر أن يساهم في تطوير البنية الصناعية الجزائرية وتلبية الجزء الأكبر من الطلب المحلي على الحديد، مع التوجه لاحقًا نحو التصدير للأسواق الأوروبية.

وجاء الإعلان عن هذا الاستثمار خلال قمة حكومية جمعت كبار المسؤولين من الجزائر وإيطاليا في العاصمة روما في يوليو 2025، والتي شهدت توقيع الاتفاقيات بين ممثلي الحكومتين وكبريات الشركات الصناعية من كلا الجانبين. ويعد هذا المشروع خطوة رئيسية ضمن الجهود المشتركة للدفع بعجلة التحول الصناعي في الجزائر، وتقليل الاعتماد على الواردات خاصة فيما يتعلق بالمواد الأساسية الاستراتيجية مثل الحديد.

ومن شأن هذا المصنع الجديد أن يعتمد على التقنيات الحديثة في معالجة الحديد، مما يسمح بتقليص الانبعاثات الكربونية وزيادة الإنتاجية، ما يجعله مشروعاً محورياً في خطة الجزائر للتحوّل نحو صناعة مستدامة وصديقة للبيئة. وفي هذا السياق، صرح مسؤولون من الحكومتين بأن المشروع يحمل بعداً بيئياً مهماً، حيث يواكب المعايير الأوروبية في التقليل من البصمة البيئية للصناعات الثقيلة.

ويأتي الاستثمار الإيطالي في إطار توجه أوسع لتعزيز الحضور الاقتصادي في منطقة البحر المتوسط، وتوسيع الشراكة مع الجزائر في مجالات الطاقة، الصناعة، والتكنولوجيا. كما يُرتقب أن يوفر المشروع آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمهندسين والتقنيين والعمال الجزائريين، ويسهم في نقل الخبرات والمعرفة التقنية من أوروبا إلى الجزائر.

وفي ختام القمة، أكد الطرفان التزامهما بمواصلة التعاون الثنائي في مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية، والعمل على تعميق الشراكة القائمة بما يحقق المصالح المشتركة ويخلق نماذج تنموية مستدامة في المنطقة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *