تصاعد التوترات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بشأن مستقبل الشراكة الاقتصادية
شهدت العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي خلال شهر يوليو 2025 تصاعداً ملحوظاً في حدة الخلافات والتوترات، خاصة فيما يتعلق بمستقبل الشراكة الاقتصادية القائمة بين الجانبين. يأتي هذا فيما تواصل الجزائر ممارسة ضغوط دبلوماسية مكثفة من أجل إعادة تقييم بنود اتفاق الشراكة الموقع مع الاتحاد الأوروبي، والذي ترى أنه أخلّ بمبدأ التوازن في المنافع بين الطرفين.
وفي الآونة الأخيرة، عقدت عدة لقاءات رسمية بين وفود الجهتين بهدف إعادة مراجعة الاتفاق الاقتصادي، حيث شددت الجزائر على ضرورة إدخال إصلاحات جوهرية تضمن حماية مصالحها الوطنية وتعزز التنمية المستدامة داخل البلاد. وأكد الجانب الجزائري أن مراجعة الشراكة الاقتصادية أضحت أولوية قصوى بالنظر إلى التحولات المتسارعة في الاقتصاد العالمي والتحديات الجيوسياسية الحالية.
ونقلت مصادر رسمية أن الحكومة الجزائرية تسعى لإرساء توازن حقيقي في التعاون المشترك، مع التأكيد على تعزيز الشراكة المتعددة الأطراف وعدم الاكتفاء بالإطار الثنائي فقط. كما شددت الجزائر على أهمية تطوير التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة، والصناعة، والاستثمار، مع توفير ضمانات واضحة لتعزيز المنتجات والصادرات الجزائرية نحو الأسواق الأوروبية.
في المقابل، عبر مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن تمسكهم بمبادئ الشراكة القائمة، مع تبني مقاربة مرنة تستجيب لمطالب الجزائر المشروعة، شرط أن تبقى الشراكة منفتحة على الإصلاح والعمل المشترك من أجل تحقيق مصالح الطرفين. ويسعى الاتحاد إلى تطوير آليات جديدة تتيح تجاوز العقبات الراهنة وتعزز منفعتهما المشتركة على المدى الطويل.
وبالرغم من الخلافات القائمة، فإن الطرفين أكدا استمرارهما في الحوار وتكثيف العمل الدبلوماسي خلال الأشهر المقبلة، على أمل التوصل إلى حلول توافقية تدعم التنمية الاقتصادية وتحقق التوازن العادل في العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.