تعميق العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا: أرقام ودلالات
شهدت العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث عكست الأرقام الرسمية حجم التعاون والشراكة المتنامية بين البلدين في عدة قطاعات استراتيجية، خاصة مجالي الطاقة والتبادل التجاري.
تتبوأ إيطاليا مكانة هامة على خارطة شركاء الجزائر، فهي تُعد أكبر زبون للمنتجات الجزائرية وأحد أبرز مزوّديها بالسلع والخدمات. ووفقاً للبيانات المُعلن عنها لعام 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وإيطاليا قرابة 14 مليار يورو، ما يعكس أهمية هذه العلاقة الاقتصادية في ميزان التجارة الخارجية لكلا البلدين. كما سجّلت الصادرات الإيطالية نحو الجزائر حوالي 2.9 مليار يورو، مما جعل إيطاليا ثاني أكبر مصدر للسلع إلى السوق الجزائرية بعد الصين وفرنسا.
ولم يتوقف التعاون بين البلدين عند التجارة فقط، بل امتد ليشمل الاستثمارات المباشرة؛ حيث يوجد حاليا أكثر من 150 شركة إيطالية تنشط في الجزائر بمشاريع متنوعة، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعات التحويلية. وتمثل هذه الشركات رافداً أساسياً في نقل الخبرات وتشجيع التكوين المهني وتعزيز فرص العمل للشباب الجزائري.
أما على مستوى الواردات، فقد تجاوزت قيمة واردات إيطاليا من الجزائر، والتي يتركز معظمها في مجال الطاقة، قرابة 3.8 مليار يورو في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2025، بنسبة زيادة بلغت نحو 6.5٪ مقارنة بالعالم الماضي. وهذا يعكس أهمية الغاز الجزائري لإيطاليا ومساعي الأخيرة لتنويع مصادرها الطاقوية وتعزيز أمنها الطاقي في ظل المتغيرات الدولية الحالية.
تُشير هذه الأرقام إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وإيطاليا مرشحة لمزيد من التطور في السنوات المقبلة، خاصة في ظل حرص الطرفين على دعم الاستثمارات وتوسيع الشراكة في مختلف المجالات الصناعية والخدمية. وتبقى هذه المؤشرات الاقتصادية تجسيداً متجدداً لقوة التعاون الثنائي والفرص الكبيرة المتاحة لمواصلة تعزيز الروابط بين الجزائر وإيطاليا.