تمثال عين الفوارة في سطيف يتعرض للتخريب مجدداً: حادث يشعل موجة استياء

شهدت مدينة سطيف الجزائرية، مساء الثلاثاء الموافق 29 يوليو 2025، حادثة اعتداء جديدة على تمثال عين الفوارة الشهير، أبرز المعالم الثقافية والسياحية في المدينة، مما أثار موجة واسعة من الاستنكار والغضب بين السكان ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وحسب مصادر محلية وتقارير إعلامية، فإن شخصاً، يُعتقد أنه كان في حالة سُكر لحظة ارتكابه للفعل، أقدم على تشويه وجه التمثال باستخدام أداة حادة. وقد باشرت السلطات الأمنية في سطيف التحقيق في الواقعة ونجحت في توقيف الجاني بعد وقت قصير من الحادثة.

يُشار إلى أن تمثال عين الفوارة يتصدر قائمة المزارات الأكثر شهرة في سطيف ويعد رمزاً لتاريخ المدينة منذ تشييده عام 1898. وعلى الرغم من تعرضه إلى سلسلة من الاعتداءات خلال العقود الماضية، إلا أن هذا الاعتداء يُعد الثالث من نوعه في السنوات الأخيرة. وتكررت مثل هذه الحوادث خصوصاً خلال السنوات الأخيرة، حيث كان التمثال في السابق هدفاً لهجمات بدوافع ثقافية أو دينية، مثل ما حدث عام 2017 حين تحطّم جزء منه بمطرقة.

واستنكر كثيرون من نشطاء المجتمع المدني والمثقفين هذا الاعتداء الجديد، مطالبين بتوفير حماية أكبر للمعلم التاريخي وتنصيب كاميرات مراقبة إضافية في محيطه. كما أثار الحادث نقاشاً واسعاً حول أهمية حماية التراث الثقافي والحضاري في مواجهة الانحرافات الفردية ومحاولات طمس الرموز التاريخية للمدن الجزائرية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن بلدية سطيف كانت قد نفذت أشغال ترميم متكررة للتمثال، غير أن الاعتداءات المتكررة تطرح تحديات إضافية أمام جهود الحفاظ عليه وصون الذاكرة التاريخية للمدينة. ومن المتوقع أن يتم إحالة الجاني على العدالة خلال الأيام القادمة لمحاسبته على فعلته.