جدل واسع حول تصوير فيلم جديد لكريستوفر نولان في الصحراء الغربية

أثار خبر تصوير المخرج البريطاني الشهير كريستوفر نولان لمشاهد من فيلمه الجديد في منطقة الصحراء الغربية موجة من الاستياء في الأوساط السياسية والحقوقية داخل المنطقة وخارجها. تعود أسباب هذا الجدل إلى أن الصحراء الغربية تُعد منطقة متنازع عليها وتخضع حالياً للسيطرة المغربية، في حين تطالب جبهة البوليساريو ومنظمات دولية بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

يُذكر أن الفيلم، الذي يحمل اسم “الأوديسة” وتبلغ ميزانيته نحو 250 مليون دولار أمريكي، يجري تصوير بعض مشاهده في مدينة الداخلة، وهي مدينة تقع ضمن المناطق التي يُطالب الصحراويون باستقلالها. وقد أعربت جمعيات تضامن مع الشعب الصحراوي، مثل مهرجان السينما الدولي للصحراء (فيصحارى)، عن استيائها الشديد لهذا القرار. فقد اعتبرت هذه المنظمات أن تصوير فيلم ضخم في الإقليم المتنازع عليه يساهم في “تطبيع الاحتلال”، ويمنح شرعية ضمنية للسيطرة العسكرية والإدارية على المنطقة عبر تسويقها للمشاهدين العالميين.

وقال ناشطون حقوقيون إن المخرج كريستوفر نولان والطاقم المصاحب لم يُظهروا أي تضامن مع الشعب الصحراوي الذي يعيش منذ سنوات في ظل نزاع سياسي وإنساني معقد. وطالبت هذه المنظمات من نولان وطاقمه اتخاذ موقف أخلاقي يراعي فيه حقيقة معاناة السكان المحليين، أو على الأقل الإدلاء بتصريحات توضح موقفهم من القضية.

في المقابل، لم يصدر عن فريق إنتاج الفيلم أو الشركة المنتجة أي تعليق رسمي حول ردود الفعل المنتقدة لعملية التصوير في الصحراء الغربية. ويشير مراقبون إلى أن هذه الحادثة سلطت الضوء مجدداً على حساسية استغلال النزاعات السياسية في أعمال فنية ضخمة، وعلى مسؤولية صناع السينما العالمية عند تعاملهم مع قضايا غير محسومة دولياً.

وتتواصل الدعوات الدولية لمقاطعة تصوير الأفلام في مناطق الصراعات، مع التأكيد على ضرورة احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم المساهمة، عن قصد أو عن غير قصد، في فرض واقع سياسي على الأرض عبر الفن والثقافة.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *