رئيس الجزائر يعين قاضية على رأس المحكمة الدستورية لأول مرة
في خطوة تعكس التقدم في تمكين المرأة الجزائرية وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار، أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تعيين قاضية بارزة في منصب رئيس المحكمة الدستورية الجزائرية. ويعدّ هذا التعيين تطوراً لافتاً في المشهد القضائي والحقوقي في البلاد، إذ لم يسبق للجزائر أن عهدت رئاسة هذه الهيئة القضائية العليا إلى امرأة.
ويأتي القرار في وقت تشهد فيه الجزائر إصلاحات دستورية متواصلة تهدف إلى ترسيخ العدالة وتطوير المؤسسات الدستورية والقضائية. ويؤكد مراقبون أن هذا التعيين يحمل دلالات هامة حول الإرادة السياسية لتعزيز مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين، رجالاً ونساءً.
وتتمتع رئيسة المحكمة الدستورية الجديدة بسيرة ذاتية لامعة، حيث شغلت مناصب عديدة في سلك القضاء واكتسبت خبرة واسعة في مجالات القانون الدستوري وحقوق الإنسان. ويعوّل العديد من المختصين على أن يساهم وجودها على رأس المحكمة في تعزيز مصداقية وهيبة المؤسسة، ومنحها مزيداً من الاستقلالية في أداء دورها الحاسم في الرقابة على دستورية القوانين والفصل في النزاعات الدستورية.
ويرى محللون سياسيون أن هذه الخطوة تحمل أيضاً رسالة مهمة للمجتمع الجزائري وللخارج، مؤكدين أن الجزائر تنفتح تدريجياً على إشراك المرأة في مراكز صنع القرار بالجهات العليا للدولة، بما ينسجم مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق المرأة.
ويعتبر تعيين امرأة لرئاسة المحكمة الدستورية رمزياً وتاريخياً، ويضاف إلى سجل التحولات التي يعرفها المشهد السياسي والقانوني بالجزائر في السنوات الأخيرة. ويرجح مراقبون أن تتيح هذه المبادرة تعزيز ثقة المواطن بالعدالة الجزائرية والمساهمة في تحقيق شمولية أكبر في التمثيل داخل هياكل الدولة.