زيارة أئمة أوروبيين لإسرائيل تثير جدلاً واسعاً خلال تصاعد الحرب في غزة
شهدت الساحة السياسية والدينية في أوروبا والشرق الأوسط جدلاً كبيراً عقب زيارة وفد من الأئمة المسلمين الأوروبيين إلى إسرائيل في بداية يوليو 2025، وذلك تزامناً مع تصاعد الأحداث الدامية في قطاع غزة.
وبحسب تقارير إعلامية، التقى الوفد الذي ضم أئمة وشخصيات دينية من دول مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في مدينة القدس. وقد وصف المنظمون هذه الزيارة بأنها تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان ونشر رسالة سلام وتفاهم بين الشعوب وسط أجواء التوتر والصراع المستمر.
غير أن هذه المبادرة قوبلت بردود فعل منتقدة في أوساط العديد من الجاليات الإسلامية العربية والأوروبية، حيث رأى كثيرون أن توقيتها غير مناسب على الإطلاق في ظل استمرار العنف والمعاناة الإنسانية في غزة. واعتبر البعض أن مثل هذه الزيارات قد تُستغل سياسياً لتلميع صورة إسرائيل دولياً، في وقت تتصاعد فيه الإدانات الدولية بسبب العمليات العسكرية والضحايا المدنيين في القطاع.
بالرغم من الانتقادات، أكد بعض المشاركين أن هدف الزيارة كان التواصل المفتوح وبحث سبل إحلال سلام عادل وحقيقي، بعيداً عن الانحياز لأي طرف. وأشاروا إلى أهمية الحوار الديني في التغلب على الكراهية وبناء جسور التفاهم بين الأمم.
وفي تطور لافت، واجه بعض الأئمة المشاركين في الزيارة عواقب من قبل بعض المؤسسات الإسلامية في أوروبا، حيث تم الإعلان عن تعليق أو قطع العلاقات معهم احتجاجاً على مشاركتهم. وبرزت حالة إمام هولندي تم تعليق خدماته في مسجد محلي بعد عودته من الزيارة، في مؤشر على عمق الخلاف والانقسام داخل المجتمعات الإسلامية الأوروبية حيال مثل هذه التحركات.
تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع في غزة ما زالت تشهد تصعيداً عسكرياً متواصلاً، حيث تسعى جهود دولية للتهدئة دون تحقيق تقدم ملموس حتى اللحظة، بينما لا تزال صور الدمار والمعاناة الإنسانية تطرق ضمائر المجتمع الدولي.
تعكس هذه الزيارة والانقسامات بشأنها حجم التحديات التي تفرضها صراعات المنطقة على مبادرات الحوار والسلام الإقليمي والدولي، وتبقى مسألة توقيتها ودوافعها موضوع نقاش واسع في الأوساط الإعلامية والشعبية.