زيدان وعلاقته بالجزائر: الحضور الهادئ وراء الأضواء
يُعد زين الدين زيدان، أسطورة كرة القدم الفرنسية ذات الأصول الجزائرية، من أبرز الشخصيات الرياضية التي تحتفظ بعلاقة خاصة مع الجزائر رغم مسيرته الاحترافية في أوروبا. فعلى الرغم من تسلط الأضواء دائماً عليه في الملاعب والمدرجات العالمية، يحافظ زيدان على ارتباطه ببلده الأم بمنتهى التواضع والخصوصية.
خلال السنوات الأخيرة، ترددت العديد من الأخبار حول إمكانيّة تولّي زيدان منصب مدرب المنتخب الوطني الجزائري، لا سيما بعد رحيله عن تدريب ريال مدريد. فقد كشفت تقارير إعلامية فرنسية ودولية عن تقديم الاتحاد الجزائري لكرة القدم عرضاً مغرياً له لقيادة المنتخب الوطني، إلا أن زيدان اعتذر عن قبول العرض، مُفضلاً البقاء بعيداً عن المناصب التدريبية الرسمية في الوقت الحالي. وأرجعت مصادر مقربة منه هذا القرار إلى رغبته في مواصلة دعم الجزائر بطريقة مختلفة وأكثر هدوءاً بعيداً عن عناوين الصحف.
على الرغم من رفضه للمنصب الرسمي، يحرص زيدان على دعم قضايا المجتمع الجزائري والمبادرات الرياضية والشبابية كلما سنحت الفرصة. وغالباً ما يظهر دعمه هذا من خلال مشاركاته في الحملات الإنسانية أو رسائل التشجيع والتحفيز للشباب الجزائري، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المناسبات الخاصة. كما يبذل جهوداً لتعزيز حضور الجزائر على الساحة الرياضية العالمية من خلال علاقاته وشهرته الواسعة في أوروبا والعالم.
يثني الكثير من الجزائريين، سواء جمهور كرة القدم أو خارجها، على موقف زيدان واحترامه لأصوله الجزائرية، معتبرين أنّ هذا الحضور الهادئ والدعم غير المعلن يعكس وفاءه وارتباطه بجذوره. ويظل زيدان شخصية ملهمة للعديد من الشباب الجزائري، ليس فقط بفضل إنجازاته الكروية، بل أيضاً بسبب حفاظه على هويته ورغبته المستمرة في رد الجميل للبلد الذي ينحدر منه أهله.
وبينما تستمر التكهنات حول إمكانية عودته يوماً ما إلى ميادين التدريب عبر المنتخب الجزائري، يبقى زيدان مثالاً يُحتذى به في الجمع بين العالمية وبين الاعتزاز الصادق بالجذور والأصول.