معاناة سكان غزة تتفاقم بسبب المجاعة ونقص المساعدات
يعيش سكان قطاع غزة هذه الأيام أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، حيث أصبح الجوع يهدد حياة آلاف المدنيين في ظل ندرة المواد الغذائية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. تُشير تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى أن ثلث سكان القطاع لم يحصلوا على الطعام لعدة أيام متتالية، بينما ازدادت حالات فقدان الوعي والانهيار في الشوارع بسبب شدة الجوع والإرهاق.
وتقول التقارير الدولية إن الأوضاع في غزة باتت أقرب إلى المجاعة، بعد تدمير البنية التحتية وعرقلة إدخال القوافل الإغاثية نتيجة الأحداث الأمنية المستمرة. ووفق شهادة ناشطين ميدانيين، فقد توفي أطفال في مستشفيات القطاع بسبب مضاعفات الجوع الحاد ونقص الرعاية الطبية وتلوث المياه. وتضيف تقارير المستشفيات المحلية أن أكثر من 100 فلسطيني، بينهم 80 طفلاً، لقوا حتفهم بسبب الجوع أو سوء التغذية منذ تصاعد الأزمة.
ويقول المسؤولون الأمميون في تصريحات صحفية إنهم يشهدون “مستويات غير مسبوقة من اليأس والمعاناة”، حيث يضطر الناس إلى البحث عن الطعام في مكبات النفايات أو تبادل بضائعهم القليلة المتبقية مقابل بقايا الطعام. في الوقت نفسه، تم الإبلاغ عن تعرض أكثر من ألف شخص لمحاولات قنص أو قصف أثناء بحثهم عن الطعام أو المساعدة قرب نقاط توزيع الإغاثة.
من جانبها، تؤكد منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية خطورة الوضع، وتناشد المجتمع الدولي للتدخل السريع وتسهيل إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى القطاع. وتصرح إحدى الناشطات في غزة: “نحن ندرك أن أطفالنا يعانون من الجوع، ورؤية معاناتهم تمزق قلوبنا، لكننا لا نملك إلا الانتظار وسط هذه الظروف الصعبة”.
إن استمرار هذه الكارثة الإنسانية يطرح أسئلة ملحة حول مستقبل سكان غزة، وأهمية التحرك الدولي الفوري لضمان وصول المساعدات وإنقاذ الأرواح، في وقت يزداد فيه الخطر مع تفاقم الأزمة يومًا بعد آخر.