الجزائر تطلق مشاريع ضخمة لإنتاج الإطارات بهدف بلوغ 20 مليون وحدة سنويًا
شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بتعزيز قطاع صناعة مكونات السيارات، وخاصة مجال إنتاج إطارات السيارات، وذلك في إطار الاستراتيجية الوطنية للحد من الواردات ودعم الصناعة المحلية. فمع تزايد الطلب المحلي على الإطارات سواء من الشركات المصنعة للسيارات أو سوق ما بعد البيع، أطلقت البلاد عدة مشاريع ضخمة لإقامة مصانع إنتاج الإطارات الحديثة.
وخلال شهر يوليو 2025، تم تدشين أربعة مصانع كبيرة على مستوى ولايات مختلفة من الجزائر، باستثمارات مشتركة مع عدة شركات دولية من ضمنها شركات صينية كبرى رائدة في صناعة معدات المطاط. ويشمل المشروع الضخم استخدام أحدث التقنيات الصناعية بهدف رفع جودة الإنتاج وضمان القدرة التنافسية محليًا وإقليميًا.
وتطمح هذه المصانع، بعد دخولها الخدمة، إلى رفع الطاقة الإنتاجية المجمعة إلى نحو 20 مليون إطار سنويًا. وقد تم اختيار مواقعها بعناية لضمان توفير المواد الأولية وسهولة التوزيع على الأسواق الوطنية والدول المجاورة. ويمثل مصنع وهران، الذي يعد ثمرة شراكة جزائرية–صينية وتبلغ قيمته حوالي 380 مليون دولار، أحد أبرز معالم المرحلة الجديدة لصناعة المكونات في الجزائر، حيث يتوقع أن يلبي جزءًا هامًا من احتياجات أسواق السيارات الكبرى في البلاد.
الاعتماد على التقنيات الذكية
تعتمد المصانع الجديدة على أنظمة تصنيع ذكية، تتضمن الأتمتة والذكاء الاصطناعي لمراقبة الجودة وتحسين الكفاءة وخفض التكاليف. وأكدت وزارة الصناعة الجزائرية أن هذه المشاريع ستخلق آلاف فرص العمل للشباب، إلى جانب تعزيز كفاءات العمالة المحلية من خلال برامج تكوين تقني متقدمة.
من جانبه، أكد مسؤولون في القطاع الصناعي أن المشاريع تندرج في سياق تطلعات الجزائر للتحول إلى مركز إقليمي لصناعة مكونات السيارات وتصدير الإطارات نحو إفريقيا وأوروبا. ويواكب هذا التطور السريع نمو حجم سوق السيارات في البلاد، ويتوقع أن تقلل المشاريع الجديدة من فاتورة الاستيراد وأن تعزز استقلالية قطاع السيارات المحلي.
يُذكر أن الاستثمارات في هذه المصانع تجاوزت مليارات الدنانير، وتنوعت بين شركات جزائرية، صينية وأخرى دولية، مما يعكس أهمية القطاع وحجم آفاقه المستقبلية.