تقلبات جديدة في سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري تثير قلق السوق الموازي

شهد سعر اليورو أمام الدينار الجزائري تغيرات كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث سجلت مؤشرات الأسواق، خاصة السوق الموازية (المعروفة بسوق السكوار)، تراجعًا ملحوظًا في قيمة العملة الأوروبية مقابل العملة الوطنية الجزائرية. هذه التطورات تأتي وسط أجواء من الترقب والحذر الشديدين بين المتعاملين والمواطنين، في ظل الغموض الذي يلف مستقبل سوق الصرف في البلاد.

خلال الأيام القليلة الماضية، لوحظ انخفاض سعر اليورو في البيع إلى حوالي 264.81 دينار جزائري، بعدما كان قد شهد مستويات أعلى في الأسابيع السابقة. أما سعر الشراء فقد استقر عند حدود 268.36 دينار جزائري لليورو الواحد. هذا الانخفاض المفاجئ انعكس بشكل مباشر على تعاملات السوق السوداء، حيث أصبح التجار والمتعاملون في حالة ترقب وحذر لتغيرات الأسعار اليومية السريعة.

أحد العوامل الرئيسية وراء هذه المستجدات هو تعزيز قيمة الدينار الجزائري في السوق الرسمية، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الرقابية على عمليات الصرف غير القانونية. وتعمل السلطات الرسمية على تقليص الفجوة بين السوقين الرسمي والموازي من خلال تشديد الرقابة وضبط عمليات المضاربة.

في المقابل، يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن التقلبات المتواصلة في سعر صرف اليورو ساهمت في زيادة الإقبال على العملات الأخرى أو حتى الإحجام عن بيع العملة الأجنبية، إما أملاً في تحسن الأسعار مجددًا أو تجنبًا للخسارة. كما تُعزى هذه التغيرات إلى انخفاض الطلب على اليورو في السوق الداخلية، نتيجة ظروف اقتصادية إقليمية وعالمية، أبرزها تقلّبات الأسواق الدولية وضعف الطلب السياحي والتجاري.

ومع تضييق الخناق على سوق الصرف الموازي، يسود التوقع بأن تتواصل التطورات خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد حديث الجهات الرسمية عن إصلاحات مرتقبة في النظام المالي ومحاربة الاقتصاد الموازي. هذا ويبقى المواطن الجزائري والمتعاملون في السوق في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من اتجاهات جديدة في حركة العملات الأجنبية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *