توسع زراعة التين الشوكي في الجزائر ودوره الاقتصادي المتنامي
في السنوات الأخيرة، شهدت الجزائر توسعاً ملحوظاً في زراعة التين الشوكي، المعروف محلياً بـ”الهندي” أو “الصبار”، والذي يُعد من النباتات الصحراوية ذات القدرة العالية على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية والجفاف. وتزايد الاهتمام بهذا النبات نتيجة تزايد الوعي بقيمته الغذائية والاقتصادية، بالإضافة إلى دوره الفعال في مكافحة التصحر واستصلاح الأراضي الهامشية.
يُزرع التين الشوكي في مناطق واسعة من الجزائر، خاصة في الولايات الجنوبية والغربية التي تتميز بالمناخ الجاف وشح الأمطار، حيث أظهر هذا النبات قدرة متميزة على البقاء والنمو في الأراضي الفقيرة. وتعتبر ثمار التين الشوكي مصدراً غنياً بالفيتامينات والمعادن، فضلاً عن كونها تدر دخلاً هاماً للفلاحين، فالطلب المتزايد على منتجاته سواء للاستهلاك الطازج أو الصناعي رفع من قيمته في الأسواق المحلية والدولية.
لا تقتصر فوائد التين الشوكي على الثمار فقط، حيث تُستخدم سيقانه الشوكية أيضاً كعلف للحيوانات خلال فترات الجفاف، كما أن بذوره تُستخرج منها زيوت ثمينة تدخل في صناعات التجميل والأدوية.
وقد ساهم نجاح تجارب زراعة التين الشوكي في دول أخرى مغاربية ومتوسطية في تحفيز الاهتمام الجزائري بهذه الزراعة، ما أدى إلى اعتماد سياسات لتشجيع توسعها، مثل دعم الفلاحين ومدهم بالتكوين وحملات تحسيسية عن أهمية هذا الصنف الزراعي.
وفقاً لتقارير متخصصة، ساهم الاستثمار في إنتاج وتثمين منتجات التين الشوكي ومشتقاته في توفير مناصب شغل جديدة وتحفيز الصناعات التحويلية الريفية. كما تشير التقديرات إلى تحقيق عائدات مالية معتبرة من تجارة الفواكه والزيوت والمربى وغيره من المنتجات المشتقة من التين الشوكي.
مع استمرار الحكومة الجزائرية في دعم هذا القطاع الزراعي وتطوير سلاسل القيمة المضافة، يُتوقع أن يحتل التين الشوكي مكانة متزايدة في الاقتصاد الوطني، وأن يصبح رافداً حقيقياً للتنمية الزراعية ومحاربة التصحر وتحسين دخول سكان المناطق الريفية.