انتعاش اليورو أمام الدينار الجزائري بعد تراجع قصير إثر تطبيق منحة السفر الجديدة

شهد سوق العملات الأجنبية في الجزائر خلال الأيام الأخيرة تحولات ملحوظة بعد دخول منحة السفر السنوية حيز التنفيذ. فقد أعلنت السلطات الجزائرية عن تخصيص منحة سياحية بقيمة 750 يورو سنوياً للمواطنين الراغبين في السفر للخارج، على أن تمنح مرة واحدة سنوياً ولمدة إقامة لا تقل عن أسبوع، ما أحدث تأثيراً فورياً على حركة أسعار الصرف المحلية وعلى وجه الخصوص بين الدينار الجزائري واليورو.

في أعقاب الإعلان عن هذه المنحة، سجّل اليورو تراجعاً ملحوظاً أمام الدينار في السوق السوداء، حيث بلغت قيمة صرف 100 يورو حوالي 26 ألف دينار جزائري، بانخفاض قدره 200 دينار عن الأيام السابقة بحسب بيانات تداولات السوق. كما شهدت أسعار اليورو في البنوك الرسمية تقلبات وانخفاض طفيف، إذ أشارت مصادر مصرفية إلى أن قيمة اليورو بلغت نحو 151 دينار جزائري في عمليات البيع الرسمية منتصف يوليو الجاري.

ورغم هذا التراجع الحاد، أظهر اليورو قدرة واضحة على التعافي خلال الأسبوع الأخير من الشهر، مستعيداً جزءاً من قوته في مواجهة الدينار. ويرجع سبب هذا الانتعاش إلى زيادة الطلب على العملة الأوروبية بعد التكيف الأولي لأسواق الصرف مع إجراءات المنحة الجديدة، وتزايد الإقبال من قبل المسافرين الجزائريين الراغبين في الاستفادة من هذه المنحة لشراء اليورو وتحويله إلى الخارج.

يُجمع خبراء الاقتصاد على أن خطوة الحكومة بتوحيد ورفع منحة السفر تهدف بالدرجة الأولى إلى تنظيم سوق العملات وتخفيف الضغوط على السوق الموازية. غير أن التأثير المباشر للقرار اتّسم بالتذبذب السريع نتيجة التحول المفاجئ في العرض والطلب، قبل أن تتجه أسعار اليورو لاحقاً إلى الاستقرار النسبي مع اتضاح معالم آلية صرف المنحة ومواصلة الطلب الموسمي المتزايد مع قرب العطل الصيفية.

وتثير هذه المستجدات المزيد من الأسئلة حول مستقبل سوق صرف العملة الصعبة في الجزائر، وإلى أي مدى سيتمكن الدينار من مواجهة تقلبات العملات الأجنبية في ظل إجراءات حكومية متواصلة تستهدف إصلاح النظام المالي وتحسين احتياطات العملة الوطنية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *