تفكيك شبكة تزوير ضخت أوراق يورو مزيفة عبر الإنترنت في الجزائر

نجحت المصالح الأمنية الجزائرية في تحقيق إنجاز غير مسبوق بمصادرتها أكثر من 1,4 مليون يورو من الأوراق النقدية المزيفة، في عملية نوعية نفذتها مؤخراً بولاية الشلف. وتأتي هذه العملية تتويجاً لعدة أسابيع من التحريات الدقيقة التي انطلقت عقب رصد نشاط مشبوه على بعض منصات التواصل الاجتماعي، حيث أقدم أفراد شبكة إجرامية على محاولة ترويج الأوراق المزورة عبر الإنترنت.

وأوضحت مصادر مطلعة أن أعضاء الشبكة كانوا يعتمدون على وسائل حديثة لإغراق السوق المحلية بأوراق نقدية من فئة 200 يورو، مصنعة بجودة عالية يصعب على غير المختصين اكتشافها. وقد كشفت التحريات أن المشتبه فيهم كانوا يعرضون الأوراق للبيع أو المقايضة من خلال مجموعات سرية على تطبيقات التراسل الفوري، مستهدفين أطرافاً يسعون إلى الاستفادة السريعة من العملات الأجنبية بأسعار منخفضة مقارنة بسعر السوق الرسمي.

وتشير المعلومات الأولية أن الشبكة ضمت عدداً من الأشخاص بعضهم من ذوي السوابق العدلية، وامتدت عملياتهم إلى ولايات أخرى، حيث تنقل بعض الأفراد بين ولايات غرب البلاد لنقل وتوزيع العملة المزيفة على نطاق واسع. وبعد مراقبة دقيقة وتحليل أنشطة حساباتهم الافتراضية، تمكنت الشرطة من تحديد أماكن تواجدهم وتنظيم مداهمة أسفرت عن القبض على عدة أشخاص وحجز المبلغ المالي المزور.

وقد شكر بيان رسمي للمصالح الأمنية كل الأطراف التي تعاونت للوصول إلى هذه النتيجة، مع الإشارة إلى أن التحقيق لا يزال متواصلاً بهدف تحديد باقي المتورطين المحتملين وكشف كل خيوط هذا النشاط الإجرامي الخطير، خاصة أنه يمثل تهديداً حقيقياً للاستقرار الاقتصادي ويقوض الثقة في التعاملات النقدية.

وأثارت العملية ردود فعل واسعة بين المواطنين، الذين عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم بسرعة تحرك الجهات المختصة وتفكيك الشبكة قبل أن تتسبب في خسائر أكبر سواء للمواطن البسيط أو للاقتصاد الوطني بأسره. وتعهدت المصالح الأمنية بمواصلة جهود مكافحة مختلف أشكال الإجرام المالي وتكثيف المراقبة الإلكترونية للحفاظ على سلامة النظام النقدي الوطني.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *