مزارع التفاح الجزائرية في مواجهة تحديات بيئية جديدة
تشهد مزارع التفاح في الجزائر خلال السنوات الأخيرة تحديات وظروفاً صعبة تهدد إنتاج وجودة هذه الفاكهة الأساسية في البلاد. وتعتبر الجزائر من أبرز المنتجين للتفاح في المنطقة المغاربية، إذ تغطي بساتين التفاح آلاف الهكتارات وتوفر مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات.
في الفترة الأخيرة، ازدادت المخاطر التي تتهدد المحاصيل بسبب التغيرات المناخية الحادة، إذ تسببت موجات من الأمطار غير المعتادة خلال فصل الصيف، كما حدث في صيفي 2024 و2025، في إرباك مواسم الزراعة. هذه الأمطار المفاجئة ترافقت مع فترات جفاف طويلة وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، مما أدى إلى انتشار بعض الأمراض الفطرية التي تصيب أشجار التفاح وتقلّل جودة وكمية الإنتاج.
وتشير تصريحات بعض الخبراء إلى أن الرطوبة الزائدة ونقص التهوية بالتربة يُعدان من أكثر المشكلات التي تؤثر على صحة الأشجار، حيث تزيد فرص الإصابة بالأمراض الفطرية التي قد توقف النمو وتؤدي لخسائر كبيرة. وتبرز الحاجة اليوم إلى اعتماد أساليب زراعية حديثة، من بينها تحسين مستوى الصرف الزراعي واختيار أصناف مقاومة للأمراض، من أجل التكيف مع التغيرات المناخية وضمان استمرارية إنتاج التفاح الجزائري.
جدير بالذكر أن التفاح الجزائري يتميز بتنوع أصنافه وجودته العالية، وله حضور كبير في الأسواق المحلية وحتى الخارجية. لكن استمرار الظروف المناخية القاسية وغياب الحلول المستدامة يهددان مستقبل هذه الزراعة الاستراتيجية في البلاد. لذا تتجه أنظار المزارعين والمسؤولين نحو تعزيز الدعم للقطاع الزراعي، وتوفير برامج تكوين للمزارعين حول أساليب الوقاية من الأمراض والتكيف مع المتغيرات المناخية، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على إنتاج التفاح وضمان استقرار الأمن الغذائي الوطني.
ومن المتوقع، حسب الخبراء، أن تشهد السنوات القادمة اهتماماً أكبر بتطوير البحث العلمي في المجال الزراعي، إلى جانب تشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا الزراعية، من أجل مواجهة هذه التحديات المتزايدة وحماية مزارع التفاح في الجزائر.