الجزائر تتخذ إجراءات استثنائية لمكافحة الحرائق: تعبئة بشرية وتكنولوجية غير مسبوقة

استعداداً لموسم الحرائق الذي يهدد الغابات والممتلكات سنوياً، أطلقت الجزائر خطة وطنية استعجالية لتعزيز قدراتها في مواجهة الحرائق. وضعت السلطات الجزائرية سياسات وقائية وتدابير تدخل دقيقة بإشراك أكثر من 20 ألف عنصر من الحماية المدنية، مدعومين بأسطول من الطائرات المتخصصة في إخماد النيران وطائرات بدون طيار للمراقبة.

تأتي هذه الإجراءات رداً على التحديات المناخية المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، والتي جعلت الغابات الجزائرية عرضة بشكل متزايد للحرائق خلال أشهر الصيف. وقد شهدت السنوات الماضية حرائق ضخمة أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، ما دفع الدولة لتركيز جهودها على الوقاية والاستجابة السريعة.

تشمل الخطة توزيع فرق التدخل والإطفاء في النقاط الحرجة والمعرضة أكثر للخطر، مع تجهيزهم بأحدث المعدات اللازمة لمواجهة النيران. كما تم اعتماد تقنيات متطوّرة تشمل طائرات بدون طيار تُستخدم في الاستشعار والكشف المبكر عن الحرائق وتقدير مساحتها، مما يسمح باستجابة أسرع وأكثر فعالية. وتتضمن الخطة أيضاً التعاون مع الجيش في بعض المناطق الاستراتيجية، بالإضافة إلى توفير التدريب المستمر لفرق الإطفاء للتعامل مع سيناريوهات الكوارث الطبيعية.

وأشار مسؤولون في وزارة الداخلية الجزائرية إلى أن الدولة قامت باستيراد طائرات متخصصة وتعزيز قدراتها في مجال صيانة المعدات والطائرات المستخدمة في إطفاء الحرائق. وأكدوا أن تجنيد هذه الموارد البشرية والتقنية يعكس التزام الجزائر بحماية غاباتها وسكان المناطق الريفية والتقليل من الخسائر.

بالإضافة إلى الجانب الفني واللوجستي، أطلقت الحكومة حملات توعية وتحسيس لتحذير المواطنين من مخاطر إشعال النيران في الغابات والتصرفات التي قد تسبب اندلاع الحرائق. وشددت على أهمية التعاون بين السكان والجهات المعنية لضمان نجاح جهود الوقاية.

يأتي هذا الحشد الواسع ضمن خطة طويلة الأمد، تهدف إلى تعزيز الثقافة الوقائية وتحديث وسائل مكافحة الحرائق، بما يواكب المستجدات المناخية المتسارعة، ويعكس حرص الجزائر على حماية مقدراتها الطبيعية والحد من تداعيات التغيرات البيئية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *